حوس بلادك !

“عين الفوارة” … أيقونة الهضاب العليا

44

“… أساطير وأحجيات كثيرة تروي روايات عين الفوارة تحاول فك لغز مياهها العذبة المنهمرة من عيونها الخلابة …”

“… يروى أنه من يشرب من مياه عين الفوارة يعود حتما لزيارتها من جديد … “

«عين الفوارة»: رمز من الرموز التراثية والتاريخية في الجزائر التي تجند خلفها تاريخ حضارات عريقة، تجدها متألقة متربعة وسط المدينة السطايفية، هي سرح تاريخي بحق يحوي جميع المقومات الطبيعية والأثرية، معلم يتجسد في تمثال تنهمر منه مياه عذبة نابعة من أعماق رحم الطبيعة.

• ما سر “عين الفوارة” ؟

روايات تتداول بين المحدثين أن في المياه حكمة تجعل زائرها يعود لا محالة، منهم من يروي أن التمثال ذو شكل المرأة المنصب موجود منذ قرون وقد شيد في القرن التاسع عشر الميلادي، ومن يقول أن المياه تتدفق من المنبع منذ الأزل للمكان غير أن التمثال نصب عام 1898.

لكن أكثر الروايات شيوعا هي أن أحد المعمرين إبان الإحتلال المستدمر كان يملك حقولا شاسعة يزرع فيها ألاف هكتارات القمح الذي جنى منه فائدة كبيرة، فاقتنى تمثالا من فرنسا ذا قيمة عالية جسد فيه جسد فتاة نصف جالسة هدية لمواطني المدينة المعمرين بنو جلدته آنذاك، اعتنى بهذا التذكار باهتمام عال جدا حيث زرعت حوله أربع أشجار من صنف “الدلب” أو “البلاتان” باللغة اللاتينية، وهو نمط أشجار تعود جذورها إلى أزيد من قرن ولاتزال باسقة شامخة بعلو أمتار تحكي تاريخا وجب تذكيره للجيل الصاعد الواحد تلو الأخر.

• أصل تسمية ” عين الفوارة”:

حملت هذه الكنية نسبة لمياهها الدافئة المتدفقة من الجهات الأربع فصل الشتاء، في حين يتحول الدفئ إلى برودة وانتعاش فور حلول موسم الصيف وحره.

• هل امتنعت “عين الفوارة” عن سخائها يوما؟

مياه الفوارة دائمة الجريان خلال فصول العام كاملة ولم يحدث أن جفت استثناء مرتين اثنتين خلال سنوات الستينات حين عايشت المنطقة جفافا وشهدت مدينة سطيف جفافا حادا وشحا في هطول الأمطار.

• تأثير جفاف “عين الفوارة” على أبناء سطيف:

هي فاجعة كبيرة لسطيف جفاف “عين الفوارة” المدرارة ونذرة بفاجعة أكبر وهي موسم شديد الجفاف, فجفافها فال مكروه غير مستحب.

• حوادث “عين الفوارة”:

هذا السرح المتمركز بالشارع الرئيسي لمدينة سطيف أو “ستيف” سابقا وهو شارع 08 ماي 1945 المسمى “القسنطيني” سابقا تعرض للتخريب في ال 22 أبريل سنة 1997 وتحطم التمثال، فخلف فراغا رهيبا في ذاكرة السطايفية كونه معلمهم الشهير، عقب الحادثة سارعت الجهات المعنية إلى ترميم رمز المدينة للحفاظ عليه وحدث ذلك في أقل من يومين تاريخ 24 أبريل لذات السنة.

• “عين الفوارة ” والزوار:

دل من تطؤ قدمه مدينة سطيف إلا ويعرج إلى “عين الفوارة” زيارة للشاهد التاريخي العريق وبغية شرب مياهه التي يشاع أنها تشفي بعض الأمراض حتى العقم، كما يشرب منه الزائر تقليدا لمقولة من يشربه يعود إليه.

” عين الفوارة” المدرارة هي مركز احتفالات السطايفية ومقام أفراحها خصوصا لأنصار الفريق الأول للمدينة بكل تتويج “وفاق سطيف”.

إيمان بوزار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار