غرداية ثروة ثقافية و إمكانيات سياحية متميزة
لا تزال مدينة غرداية أضواء ميزاب عاصمة الولاية المعروفة بجوهرة الواحات تحافظ على تاريخ نمطها العمراني وأصالتها العريقة التي تعود إلى عدة قرون خلت منذ أن وطأت قدم الإنسان لها وبداية الإعمار بها، نظرا لتميزها وخصائصها ووفرة مائها وخصبة ترابها التي لا تعد ولا تحصى، فأهم ما يشد السائح للمنطقة ويثير انتباه الزائر هو تناسق الفن المعماري وأشكاله الهندسية الذي يميز كل البنايات وشوارع المدينة والنمط العمراني الواحد الذي يرمز إلى تاريخها عبر تراب باقي البلديات، إذ أن أغلب بناياتها تنجز بالحجارة والجير الأبيض بنصاعة محلية أبا عن جد ومادة الجبس والأمر لا يقتصر على البنايات القديمة سواء بالقصور أو الأحياء الشعبية بل حتى باقي البنايات الحديثة التي باتت تحافظ على النمط بكل أشكاله وفنيات تقنياته، كما أن خاصية المنطقة بلونها الترابي الذي يشير للناظر إليه بأنه في غرداية التي حافظت على هذا النمط من التراث واللون في واجهتها الخارجية المزينة له، والتي زادته رونقا وجمالا خلابا، وذلك لكي تبقى المدينة محافظة على أصالتها وعراقتها بكل أطيافها، فطابع غرداية العمراني التراثي التاريخي والتجاري الذي لا يختلف عليه اثنان منذ عصور خلت، أين كانت المنطقة منطقة عبور للقوافل التجارية من وإلى الشمال، المغرب وتونس وليبيا وإفريقيا وأوروبا، من حيث التعريف والسرد في الحكاية، طابع يضاف إليه العنصر القديم الجديد في حلته البديعة التي ظهر بها في موسم سنة 2016 وبرق لامعانها بداية مطلع سنة 2017، ألا وهو القطاع السياحي بكل أصنافه ومعاييره و مقاييسه من سياحة جمالية، ثرات و أثار وعلاجية حموية وثقافية، يضاف إليها فرع جديد نجح في الميدان وعرف استقطاب عدد كبير فاق الألف، ألا وهي السياحة الصحراوية من كثبان وفيافي عبر العرق وشبكة الصحراء الجزائرية، إضافة إلى السياحة الحموية للعلاج والاستجمام، وهذا ما جعلها تتحول إلى قبلة ووجهة سياحية بامتياز وتنافس من كل جهات ربوع الوطن، شمال، وسط، شرق وغرب، ناهيك عن السواح من خارج الوطن، سواء الأجانب أو أبناء الجالية لعديد الدول.
أميرة بوحجار