حوس بلادك !

فلة والأقزام السبعة … حكاية من التراث الجزائري

88


هذه الحكاية التي تعتبر من التراث الجزائري القديم، وتشبه قصة فلة والاقزام السبعة، التي تعتبر جزء من القصص الشعبي العالمي، ونشرت لأول مرة على يد الأخوين جريم عام 1812م في كتابٍ يضمّ مجموعة قصص خيالية،
لكنها تختلف عنها في بعض التفاصيل المنتمية للتراث الجزائري، وهي تحكي قصة امراة كانت تحلب البقرة، فراقها لونه وجماله، فتمنت أن ترزق ببنت بيضاء كحليب البقرة جميلة، فرزقت بفتاة بهية أسمتها (خليلة فضة)، ولم تلبث الأم أن ماتت وتركت البنت مع أبيها فتزوج، بإمرأة جميلة جدا لكنها قاسية وساحرة، وكان من عادتها أن تطل على الشمس قبل شروقها، وتخاطبها: “يا شمس طلي وإلا نطل شكون الزينة أنا وإلا أنت؟” وترد الشمس عليها:”أنت زينة وأنا زينة، بصح خليلة فضة هي الزين والحيلة”، فغارت من ربيبتها غيرة شديدة، وقررت التخلص منها، فأعطتها كبة صوف كبيرة وامسكت برأس خيطها وطلبت منها ان تساعدها في فرد خيوط الصوف، وألا تتوقف حتى تنتهي الكبة، فظلت خليلة فضة تفرد الصوف حتى وجدت نفسها قد توغلت في الغابة دون ان تنتبه، وكانت صغيرة فخافت خوفا شديدا وارتاعت، ولم تعرف للعودة طريقا، وظلت على تلك الحالة تهيم على وجهها حتى وجدت كهفا يخرج منه بصيص نور، فأختبأت بالقرب منه، ثم مالبثت أن جاء فرسان سبعة فدخلوا الكهف فاستأنست بهم، وكانت تخرج عند مغادرتهم المكان فتنظفه وتطهو الطعام وتأكل منه، ثم تغادر لمخبئها لكي لا تتأذى، فلاحظ الفرسان أن كهفهم لم يعد كما كان، إنما تغير وأصبح أكثر ترتيبا ونظافة، فأحتاروا في امرهم، لكنهم أمروا صغيرهم أن يظل ويراقب المكان، فلما غادروا صباحا إختبأ غير بعيد عن الكهف، وبدأ يتابع فخرجت خليلة فضة كعادتها وبدات تنظف وتطبخ وهي تغني، فاعجب لامرها هل هي بشر او ملاك، وأخبر إخوته في المساء قائلا: “شفت حورية من حوريات الجنة الخد ورقة والعين زرقة،” فكذب الفرسان أخوهم الصغير، وأحتاروا في الأمر أكثر، فقرر كبيرهم البقاء للتحقق بنفسه، وفي الصباح غادر الجميع وظل هو متواريا حتى ظهرت خليلة فضة، فصاح بها : “إنس وإلا ونس(جان)”، فارتاعت وردت:” إنس وخير الجنس ونشهد ان لا إله إلا الله”، ثم قصت عليه قصتها، فأمنها ثم تبناها الفرسان وأعتبروها أختا لهم ترعاهم ويرعونها، وظلت على ذلك الحال، إلى أن عادت زوجة أبيها ذات صباح لعادتها، فأطلت على الشمس في شروقها ونادتها، “ياشمس طلي وإلا نطل، شكون الزينة أنا وإلا أنت؟” وترد الشمس عليها: “أنت زينة وأنا زينة، بصح خليلة فضة لي في كهف الفرسان هي الزين والحيلة”، فأغتاضت زوجة الأب وقررت قتل خليلة فضة بالسم، فأرسلت ابنتها متنكرة في زي بائعة، أدعت انها تحاول تجريب المشط العاجي المذهب على رأس خليلة فضة، وكان المشط مسموما فغرزته في رأسها، وسقطت من لحظتها، فحزن الفرسان عليها، وأركبوها ناقة إسمها (عيني)، وبدأوا يبحثون لها عن علاج في البلاد مرتحلين من مكان لمكان، ومن مصر لمصر، وإنتشرت قصة الجميلة النائمة على ظهر الناقة، وسمع بها السلطان وطلب رؤيتها، فأحضرت لمجلسه وصادف أن صرخ طفل (عيني عيني)، وفزعت الناقة وأسقطت خليلة فضة، فسقط المشط من رأسها واستيقضت، فأعجب بها إبن السلطان وتزوجها….

د. أمال عزري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار