قصبة ملوكة بولاية أدرار من أقدم القصور في إقليم توات
قصبة ملوكة بولاية أدرار، الواقع في إقليم توات في بلدة قصر ملوكة التابعة لبلدية أولاد أحمد تيمي، يعود تاريخ بناء القصبة إلى بداية القرن الحادي عشر الميلادي وذلك على يد الأسرة البلبالية، وهم أسرة سكنت المنطقة منذ مئات السنين.
شيدت قصبة ملوكة من طرف الإخوة البلباليين على الأرض التي إشتروها من طرف إمرأة معروفة بإسم “بلالة حدبة” وبتوثيق من القاضي محمد البكري بن عبد الكريم التمنطيطي، وسميت ملوكة بهذا الإسم لأن البلبالية إشتروها فصارت ملكا لهم.
إنتقل الى توات كل من الإخوة الحاج محمد، والحاج علي والحاج عبد الله والحاج عبد الرحمن، وهم أبناء السيد ابن بوزيد البلبالي دفين تبلبالة، وصلت هذه العائلة من سجلماسة التي كانت تعتبر من أهم المراكز التجارية والعلمية بجنوب المغرب الأقصى منذ القرن الثالث هجري و التاسع ميلادي، حيث تأسست بها إمارة مدرارية نسبة الى بنو مدرار.
خرج ابو البلباليين من سجلماسة من أجل نشر العلم وحط رحاله بتبلبالة التي كانت هي الأخرى من المراكز العلمية والتجارية خلال هذا العصر مما جعلها تستقطب مجموعة من العلماء وكبار التجار ومن بينهم الأسرة العلمية، والتي لم تتوقف عند تبلبالة بل توجه أبناء الشيخ الخمسة الى توات وحطو رحالهم بتسابيت ومن تسابيت تنقلو الى المنصور ببودة ثم إلى إدغاغ بتيمي وتركوا أثرا بتلك المنازل وأسسو قصر ملوكة 1023هـ.
تم بناء داخل القصبة مجلس قضاء وبجوارها مسجد عتيق يعتبر من أقدم المساجد في توات، كما أقيمت بعد ذلك مدرسة قرآنية لتعليم وحفظ القرآن، بالإضافة إلى إقامة خزانة بالقصبة تضم العديد من المخطوطات التي تمثل الإرث الثقافي والعلمي للأسرة البلبالية.
تعتبر قصبة ملوكة أحد المعالم التراثية المصنفة ضمن التراث التاريخي سنة 1997م.
خديجة ڨيرة