حوس بلادك !

قصة اسم “علجية” في الجزائر

2٬525

يعود اسم علجية في الجزائر إلى العهد العثماني، وهو اسم لم يذكر التاريخ ولا الأرشيف أنه تداول قبل هذه الفترة (1515 ▪ 1930)، واستخدم في البداية لتصنيف فئة من النساء، تنتمي لفئة اجتماعية بعينها، فكما هو معلوم في الجزائر العثمانية قسم أفراد المجتمع إلى فئات مختلفة عرقيا، حسب أصولهم وهي: الأتراك وهم ذوو الأصول التركية، والكراغلة وهم ناتج زواج الأتراك بالسكان المحليين، والسكان الأصليين، والعبيد والمعتقين وأغلبهم من السود أو من الأوروبيين، وآخر فئة هي العلوج.

 والعلوج هم المسيحيين الذين أسرو في حروب العثمانين، أو غاراتهم على سفن أوروبية في البحر الأبيض المتوسط، وخاصة من يرفضون دفع الجزية، فأتوا بهم لمدينة الجزائر، ولكن أسلم أغلبهم، وحصلوا على حقوقهم وامتيازاتهم التي توازيهم ببقية المسلمين، وتم تحريرهم واستخدام بعض منهم في الحكومة والعسكر، وقد كان يسمى الرجل فيهم علجا والمرأة علجة أو علجية، وبما أنهم كانوا مسيحيين بداية فهم غير معنيين بالاحتشام الكامل، ولهذا اطلع الجزائريين المسلمين آنذاك علي نساءهم، كما أنهم امتازوا بجمال أوروبي فهم ذوو بشرة بيضاء وعيون فاتحة وملامح أوروبية، ميزتهم عن السكان المحليين الذين امتازوا بلون بشرة وشعر وعيون أعمق، لهذا انبهر السكان بجمالهم، فأصبح يضرب المثل بجمال نسائهن، ومنذ ذلك الحين استخدم الوصف “علجية” للدلالة على الجمال،  وبدا استخدام اسم علجية في الجزائر العاصمة، كناية على الحسن والبياض، ثم انتقل لبقية المدن والنواحي، وتحور معناه الأصلي فبدل أن يدل على المسيحية الأوروبية أصبح دلالة على الجمال والحسن، ولهذا انتشر اسم علجية في تراثنا الشعبي، وقد كثر استخدام هذا الاسم كصفة كذلك، ويظهر في القصائد الشعبية العاصمية والمدن أو الحواضر (العاصمة،قسنطينة،تلمسان،وهران) فقط دون غيرها من المناطق، عكس قصائد  الشعر الملحون في المناطق الداخلية كالصحراء، كانت لا تستخدم هذا الوصف للمرأة كثيرا.

د.أمال عزري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار