حوس بلادك !

قصر الداي حسين … من مقر للحكم العثماني إلى معلم سياحي بإمتياز

188

 

تشتهر عاصمة الجزائر بانتشار المعالم الأثرية و العمرانية العثمانية، كونها كانت مقر الحكم طيلة الحكم العثماني لها، فبين المساجد و البيوت و القصور يعد “قصر الداي حسين” القصر الذي كان إقامة لآخر الدايات من أجمل المجموعات المعمارية لمدينة الجزائر خلال الفترة العثمانية.

يعتبر قصر الداي حسين أهم مبنى سكني داخل القصبة التي تضم بالإضافة إلى ذلك، مسجدين وقصرا ثانيا ومخزنا لملح البارود. يقع القصر في الزاوية الشمالية الشرقية للقصبة، وعرف عدة تحولات مع توالي القرون. فبعد بنائه خلال النصف الثاني للقرن 16، احتفظ خلال القرنين 17 و 18 بوظيفة عسكرية كما كان مقرا لمجلس الديوان. وكانت حامية من جيش الانكشارية تحرس القصر، ومع بداية القرن 19 قام الداي علي خوجة ببناء قصر له لحمايته من ثورة الشعب.

يمكن الدخول إلى القصر عبر مدخلين رئيسيين، أولهما يؤدي إلى الساحة عبر باب مغطى بقبو، أما الثاني فيربط الطريق بباب متعرج المدخل وهو ما يحفظ الحياة الخاصة لساكني القصر، هذه التقنية التي كانت شائعة في العهود القديمة، تستعمل في العمارة السكنية والعسكرية على حد سواء. يؤدي المدخل المكوع إلى قاعة وسطى مزينة بنافورة من الرخام وبقبة نصف دائرية زينت جدرانها بالزليج والصباغات.

تحيط بالساحة المستطيلة التي تشكل نواة القصر أربعة أجنحة مبنية على ثلاثة طوابق. ويضم القصر شقق الداي وجناحا خشبيا صغيرا ذا زخرفة غنية يعرف” بجناح حادثة المروحة “، إضافة إلى مطابخ وحمام وقاعة للموسيقى زين جدارها الداخلي بقوس وأعمدة صغيرة. أما جناح “الحريم” وهو مكان مستقل ومخصص للنساء فيوجد في الشمال الغربي للقصر وينتظم حول صحن صغير فوق الديوان والمخزن.

تتكون المربعات الخزفية التي تزين جدران القصر أساسا من تشكيلات نباتية وزهرية تستقي أصولها من الفن الإيطالي وقد جلبت خاصة من تونس التي ظلت تربطها علاقات تجارية بحرية وطيدة ومستمرة بها . في حين جلب الباقي من إيطاليا وهولندا وإسبانيا.
بعد أن كانت هذه التحفة المعمارية بالغة الأهمية مقرا لآخر حكام الجزائر العثمانية ، أصبحت معلما سياحيا بإمتياز تروي جدرانه عبق تلك الحقبة العريقة من الزمن.

 

إيمان بن سعدون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار