كلاسيكو الأرض_الريال_البارصا: الرياضة السياحية كرة القدم ومعالم الجذب السياحي!
توقفت عقارب الساعة على توقيت الجلد المنفوخ ليتابع عشاق الفرجة والمتعة كلاسيكو الأرض وهي مباراة ريال العاصمة مدريد ضد نادي العاصمة الإقتصادية البارصا في معقل نادي الأثرياء “سانتياغو بيرنابيو”
يتساءل المتابعون والفضوليون عن سر هذا الهوس الذي أصاب الأمة من صغيرها الى كبيرها ،فعلا مباريات تكون في أغلبها في مستوى الموعد فوق المستطيل الأخضر او على المدرجات ، وكذلك من الناحية التسويقية والإقتصادية ،فقد اصبحت كرة القدم اكثر من مجرد لعبة وإثارة لمدة 120 دقيقة ،بل ايضا فرصة لمداخيل ونهج لرجال المال والأعمال بسبب تأثيرها ومستويات التسويق الذي تضمنه إشهارات المباريات الكبيرة فمثلا مباريات الكلاسيكو الإسباني ( الكلاسيكو ) التي تعني بالاسبانية ( التقليدية) سجل نسبة مشاهدة تفوق مباراة نهائي كأس العالم وكذا نهائي كأس رابطة ابطال اوروبا ، فقد اكدت دراسات وتقارير عن بلوغ نسبة المشاهدة لمباراة الكلاسيكو اكثر من 650 مليون مشاهدة عبر العالم وهو سبب تسابق القنوات لضمان حقوق بث المنافسات الرياضية ، ومنه نستنتج : أن الرياضة إقتصاد ومال واعمال وكذلك ترويج سياحي بإمتياز ، وبفضل التسويق للمباريات وما ينتج من التقارير الصحفية عن مدريد ومدينة برشلونة اصبح السياح من كل حدب وصوب يتسابقون لحجز تذكرة ولو بأثمان باهضة لحضور المباريات وكذا زيارة هذه المدن التي اصبحت معروفة رغما عنا لأننا نسمعها تكرارا شئنا ام أبينا وتسجل اسبانيا ( والتي يعني اسمها جلد الارنب ) توافد اكثر من ستون (60 ) مليون سائح سنويا ،اغلبهم يأتون لزيارة ملعبي
” الكامب نو ” ببرشلونة وبيرنابيو” بمدريد .
ويتزايد عدد السياح بمناسبة الكلاسيكو ” وهي مباريات ساهمت في الترويج السياحي لإسبانيا وأنعشت الاقتصاد على كل الاصعدة سواءا : النقل ، المطاعم ، خطوط النقل الجوي ، بائعي التذاكر ، المطاعم ، أماكن الترفيه ، ومنها تقتل الركوظ السائد وتنعش الحياة وتقتل الروتين اليومي للإسبان .
لهذا لا تتساءل عزيزي القارئ عن سبب تهافت الدول والسياسيين لتنظيم التظاهرات والمنافسات الرياضية ؟؟ فمثلا دولة قطر كلفها تنظيم المونديال لبناء الملاعب والمنشآت القاعدية اكثر من 360 مليار دولار ، وكان عدد السياح والفضوليين لإكتشاف دولة قطر قبل 2022 يحسب بالمئات ولكن بعد النجاح الباهر لنسخة المونديال العربي اصبح عدد السياح الذين يتوافدون الى الدوحة
يعد بالمئات الالاف وقي توقيت المونديال كان عدد الزائرين لدولة قطر اكثر من مليون سائح ، وهي كلها ايرادات وعائدات حيوية لاقتصاد قطر ، وقد تحدثت تقارير عن 17 مليار دولار عائدات كأس العالم في قطر ، ومنذ ذلك الحين اصبحت قطر أول وجهة سياحية في العالم العربي والآسيوي وهو ما تضمنه التقرير الأخير لمنظمة السياحة العالمية 2023- 2024 لتليها دولة السعودية بفضل استثمارها الذكي في استقطاب نجوم الدوريات الكبرى بمبالغ خيالية ولكن هذه النجوم قدمت خدمة ترويجية كبيرة وجذبت العديد من السياح بمجرد اطلاق كريستيانو رونالدو لفيديو عن مطعم او مكان معين في السعودية وهو الذي بلغ حسابه “مليار متابع في ايامه الاولى في سابقة تاريخية لم يسبقها اي شخصية سياسية او رياضية او مؤثر في العالم ،كذلك حاولت دولة “رواندا” ” استثمار 30 مليون اورو لرعاية نادي ارسنال ” الانجليزي كاستراتيجية ترويج سياحي للمعالم السياحية في بلادها ، ولا يختلف على ذلك ما فعله ناصر الخليفي الذي بايعاز من سمو أمير دولة قطر ” الشيخ تميم
بن حمد آل ثاني ” لشراء نادي العاصمة باريس آن جيرمان ” وذلك سنة 2012 وهي تدخل ضمن استراتيجية ورؤية البلاد الخليجية الغنية بالغاز والموارد الباطنية لنظرتها الافقية لغاية 2030 والهدف بحسب خبراء هو الدعاية اللامباشرة للبلد وهو ماجعل نسبة النمو عام المونديال 5,3 % صادما صندوق النقد الدولي الذي استشرف 3,4 مقابل ان تكون مؤشرات الميزانية العامة في قطر مرتفعة خلال السنوات القادمة.
كذلك تصلح المعادلة على دولة البرازيل التي تعرف بكرة القدم وفريق الصامبا” المثير للجدل و الممتع بفنياته وما يقدمه لعالم المستديرة التي انقذت العائلات من الفقر واخرجت البرازيل الى العالم لاستكشاف بلد الموز ، والتقاليد العجيبة .
ومن هنا نستنتج كيف تحول الجلد المنفوخ والرياضة بصفة عامة لاستثمار ضخم ومن فرجة الى صناعة اقتصادية وترويجية تعقد عليه صفقات ضخمة ، ومنصة ترويج رهيبة تخترق الأمكنة و الأزمنة . . … وتروج للمروث السياحي بامتياز لا نظير له .
فلماذا لا تستثمر الجزائر هذا الهوس والشغف بالكرة لصناعة ترويجية ستكون بديلا للريع الأخضر ؟؟
خاصة بعد المنشآت الرياضية الكبرى ونجاح تظاهرات العاب البحر الابيض المتوسط ،وانتعاش الاقتصاد الذي رايناه اثناء المنافسة بشهادة تجار و متعاملي السياحة في وهران والجزائر،ككل ، لماذا لانستثمر في داربي المولودية والاتحاد ؟؟ لماذا لانستثمر في اجواء مسرح ملعب
” آيت احمد ” وما تقدمه الجماهير على ركحه سواءا المحلية او الزائرة ؟؟؟؟
لماذا لا نستثمر في المادة الخام لجمهور شغوف بالرياضة لنحول الشغف والهوس الى صناعة رياضية وترويجية لبلد له كل المقومات وحباه الله من كل منبع مادة خام تصلح لنصنع منها تحولا سيبهر العالم .
وليد .إلماسن