حوس بلادك !

كنيسة” سيدة الأطلس” معلم روحاني و لوحة فنية لاتزال شامخة في سماء ولاية المدية

400

كنيسة تيبحيريين حديقة تتربع على هضبة المدية على مسافة 100 كم جنوب الجزائر. تبحرين في لغة القبائل الجزائرية تعني “الحدائق”. وللوصول للقرية الصغيرة المعلقة او بين الأرض والسماء عليك الابتعاد عن ضوضاء المدينة والتوغل في سحر الجبل، والاستسلام للدهشة أمام دير “سيدة الأطلس” التي تظهر في كامل حلتها خلف بوابة حديدية صغيرة سوداء. ارتبط اسمها بالكنيسة التي تأسّست بها سنة 1938خلال الحقبة الاستعمارية،وها هي الحياة تعود إليه تدريجيا بعد أن عرف أحداثا مرعبة في العام 1996.
تعود قصة وأحداث نشأة هذه الكنيسة إلى السادس والعشرين من شهر مارس حيث اقتحمت الجماعات الإرهابية الدير، واختطفت سبعة رهبان من أصل تسعة كانوا موجودين في المكان وقتها، لتنطلق مفاوضات ماراطونية مع السلطة لإطلاق سراحهم، لكن الأمر انتهى ببيان أصدرته الجماعة المسلحة في 21 مايو/ أيّار من السنة نفسها، تُعلن فيه تصفيتها لجميع المختطفين، أيامًا بعدها يتمّ العثور على رؤوس الرهبان مفصولين عن أجسادهم التي لم تظهر إلى اليوم.

بعد مرور أزيد من عشرين عامًا عن الحادثة، وبعد عودة الأمن لمنطقة تيبحيرين التي عانى سكانها من ويلات الإرهاب، أصبحت تلك القرية مزارًا أسبوعيًا لعديد المجموعات السياحية القادمة من ربوع الوطن، وبات دير تيبحيرين المقصد الأوّل لزائري القرية، مكان هادئ وجميل يتوسّط غابات كثيفة، يتجوّل الزوّار داخل الدير، يكتشفون المكان الذي تطوف في زواياه أرواح الرهبان، الماثلة في صورهم المعلقة على أسوار الحجرات الصغيرة، يحاولون جمع أكبر قدر من المعلومات الرهبان القائمين عليه اليوم، والذي يفرحون كثيرًا بعودة الحياة إلى ديرهم الذي ارتبط قبل سنوات بذكريات أليمة.

شميساء حامد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار