البيوت التقليدية هي بيوت متراصة في شكل كتل كبيرة تشكل القرى الجبلية القديمة، بنيت بطريقة تستجيب لظروف الأزمنة السابقة، حيث لا مكيف ولا كهرباء ولا غاز، هي بيوت من صخر وطين، يكون عرض جدرانها حوالي 50 سم أو يزيد، تحمل سقفا من خشب أو قصب يغطيه قرميد تقليدي يستجيب لمختلف الظروف كـ الأمطار والثلوج في الشتاء، ويصنع هذا القرميد بمواد محلية عبارة عن طين من نوع خاص ويحرق في أفران تقليدية من اختراع القدماء، وتلبس الجدران في الداخل بمادة الجبس الأبيض والأرضية بمادة تتكون من طين وروث البقر وأنواع من الأعشاب، وتسوى الأرضية، وتترك حتى تجف وتدلك بالزجاجات، كي تصير أشبه بالبلاط اللماع، وعلى الجدران توضع عشرات الأوتاد التي تعلق بها شؤون المطبخ، وفي وزايا البيت تبنى بالطين مخازن للقمح والشعير والتين المجفف والحبوب الجافة وغيرها، ولكل بيت فناء شاسع تبيت فيه الحيوانات الأليفة وترتب فيه حاجات العائلة من حطب وصهاريج الماء، وفي كل بيت باب ونافذه صغيرة، ويمكن أن تتشكل دار العائلة الكبيرة من عدة بيوت محاطة بالفناء الكبير المشترك، وكلما تزوج شاب منها بنوا له بيتا جديدا خاصا به، وتجتمع كل العائلة في البيت المركزي وهو في العادة البيت الذي ينام فيه الجد أو الأب، وفيه توجد حفرة لكانون التي توقد فيها نار الخشب وعليها يطهى الطعام، وفي هذا البيت يدور أفراد العائلة على المائدة لتناول وجبة العشاء قبل أن يتفرق الجميع إلى النوم.
أميرة بوحجار
