ليلة الحنـاء في الأعـراس الجزائرية …. أشعـار “التقدام”، “التمربيع” و”البياتات” عادات تكاد تندثـر

من العادات التي كانت لوقت قريب تطبع الأعـراس والأفراح الجزائرية هي ليلة الحناء أي حنـة العروس،
وتسبق هذه الليلـة ليلة العرس، وكما جرت العـادة أن يحضر أهل العريس لبيت العروس كل ما يلزم لعشاء العروسة قبل الوليمـة ويحضرون نساءا ورجالا، فالرجال يأتون لقراءة الفاتحة في حين تحضر النساء أو ما يعرف ” بالبياتات” لتحنية العروس،
ومن العادة في هذا اليوم المشهود للعائلتيـن أين يحضر أهل العريس معهم “الطبـق”، ويحضرون معهم لوازم الحناء، وتستقبلهم أم العروس بالعطور وماء الورد الذي يوضـع في المرش المخصص لذلك،
ويتألف الطبق من عدة هدايا تقدمـها أم العريس لكنتها، ويتكون من عطور وصابون وملابس مختلفة، بحيث تكون هذه الهدايا حسب استطاعة كل عائلة، كما يوجد في الطبق عقد أو سوار من الذهب لدى العائلات الميسـورة.
أما لوازم الحناء فتتكون من طاسة تخلط فيها الحناء وبيضتين تخلط بها الحناء وماء الورد أوالزهر والشمع المخصص للعرائس، وبعد الانتهاء من التصديرة و العشاء تتخذ العروس مكانا لها وسـط تجمع النسوة وعادة ما تفرش لها زربية وتجلس عليها وسادتيـن ويوضع أمامها “الطبق” وتقوم أخت العريس أو خالته بعرض الهدايا التي تم إحضارها للعروس وكلما تعرض هدية تزغرد النساء الحاضرات ابتهاجا بها، وبعد ذلك يتم إشعال الشموع وتحملها فتاة من أهل العريس وفتاة من أهل العريس إيذانا ببدء مراسيـم الحناء، حيث تتقدم أم العريـس لتخلط الحناء بالبيض وماء الزهر ثم تأخذ بيد العروس اليمنى وتضع لها الحناء وسط أزهايج خاصة تعرف باسم “التقدام” أو “التمربيع” التي ترافق ربط الحنـة،
وقد يسبق “التقدام” الحنة، حيث يمكن أن يكون إعلانا بوصول أهل العريس، فتتقدم إحدى قريباته بالتقدام عند الوصول للبيت و ترد عليها واحدة من أهل العروس و هذا شكل آخر من “التقدام” فعلى سبيـل المثال يقال:

بسم الله بسم الله او بيك يبدا البادي او بيك يبدا البادي
و اللي ما صلى على النبي يسمى الشاقي
تربح تربح يا الرابح و الفال قال انشاء الله
محمد محمد صلو يالأمة عليه
سيدنا و حبيبنا ويربح من صلى عليه جينا من طريق بعيدة و كرارسنا يرعد
هذي مرتك ياوليدي و عشرة في عينين العدو
محمد محمد ولدي يا وليدي يا نوار الياسمين جينا ندو لالا البنية و نخلوههم في السحي
الزينة يا لالا نوضي تلبسي ،شيخك جاب الفاليزا

هذا، ويتم تحنية العروس بعد أن تضع لها القطعة النقدية الذهبية ويتم تغيطتها بقطعـة من القطن و قفاز خاص بالمناسبـة يكون مطرزا.

خلـود لعدايسيـة