يعد المتحف الوطني للتراث الثقافي بالهقار منشأة ثقافية وسياحية استحدثتها الحظيرة الثقافية للأهقار بتمنراست لتقديم رؤية شاملة حول التاريخ والتراث الثقافي والطبيعي للحظيرة، حيث يوجد عند مدخل المتحف البهو الأول الذي يحتوي على لافتات إعلامية تم انجازها في إطار معرض صحراء الذي نظم بمناسبة المهرجان الثقافي الإفريقي سنة 2009 حول التشكيلة الجيولوجية للمنطقة و تطورها عبر الزمن بالإضافة إلى رؤية شاملة حول تطور سكان الأهقار وكافة منطقة شمال افريقيا منذ حقبة ما قبل التاريخ مدعمة بقطع و أدوات تعود إلى ما قبل التاريخ، بالإضافة إلى رسومات صخرية من خلال صور مرفوقة بشروحات حول تطور هذا الفن إلى غاية بروز تيفيناغ، أما بجناح آخر تعرض مجموعة النباتات و الحيوانات الخاصة بالمنطقة و التي تسهر على حمايتها الحظيرة، أما بالنسبة للتراث غير المادي يوفر المتحف شروحات حول العادات و الموسيقى و الآلات الموسيقية و الألعاب الشعبية و الأعياد الدينية، كما يبرز المتحف أهمية المنطقة في بناء حضارات وثقافات مهمة، ويتجلى ذلك من خلال فن الكتابات والنقوش الصخرية التي تظهر طرق تعبير الإنسان القديم وممارسته للفن، من خلال الرسومات والأشكال المختلفة لحيوانات برية مثل الفيل، الزرافة والغزلان، البطريق، وحيد القرن، وكذا طرق الصيد، وتعود تلك الرسومات إلى ثلاثة عشر ألف سنة، وهناك رسومات أخرى تبرز تربية الحيوانات وأهمها البقر، إضافة إلى أشكال تؤكد رطوبة المكان والمناخ الاستوائي الذي يعيش فيه إنسان ذلك الزمان، قبل أن يمس التصحر منطقة الأهقار قبل ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، كما تدل بعض الرسومات استعمال الإنسان القديم في الأهقار للعربة التي يجرها الحصان كوسيلة نقل قبل ستة آلاف سنة، وكذا العربة، كما كان أبناء الأهقار القدامى، من خلال أشكال هندسية متوفرة، يستعملون الكتابة التي يصطلح عليها لدى الطوارق بـ التيفناغ أو الكتابة الأمازيغية.
أميرة بوحجار
