حوس بلادك !

المتحف العمومي الوطني بولاية سطيف الذاكرة التاريخية للجزائر

55

يشكل المتحف العمومي الوطني بمدينة سطيف شرق الجزائر والواقع مقره بشارع جيش التحرير الوطني، واحدا من أهم المعالم التي تحاول النهوض بأعباء المحافظة على الذاكرة التاريخية للجزائر،وترجع فكرة جمع التحف الأثرية بمدينة سطيف إلى الفترة الاستعمارية أي حوالي سنة 1896م، بحديقة الأمير عبد القادر، التي شكلت نواة أول متحف في الهواء الطلق، حيث ضمت الحديقة بين جنباتها أدوات أثرية مختلفة تعود إلى الفترة الرومانية أهمها مجموعة من النقوش الجنائزية والعديد من الأعمدة المصنوعة من مادة الحجر الكلسي، فضلا عن عدد من التيجان الكورنثية والدورية والأيونية،وقد تم العثور عليها عن طريق اكتشافات عفوية، وفي سنة 1932 تم افتتاح قاعة صغيرة داخل ثانوية محمد قيرواني التي كانت تسمى ثانوية ألبرتيني وعرض فيها أدوات أثرية صغيرة الحجم، يعود تاريخها إلى فترة ما قبل التاريخ، مثل حجر الصوان، والعظام الحيوانية، والمستحثات، وغيرها، وفي سنة 1968 قررت السلطات تحويل قصر العدالة القديم إلى متحف جهوي بعد الاكتشافات الأثرية المتنوعة التي تم الوصول إليها بين سنوات 1959 و 1966، عبر مواقع مختلفة من المدينة القديمة أي سيتيفيس، كالمقبرة الشرقية، والحمامات، وحي العبد، وحي الكنائس، وتواصلت الاكتشافات في مرحلة ثانية بين سنوات 1977 و 1984، بالقلعة البيزنطية، حيث أسفرت عن العثور على أدوات أثرية مختلفة كالبرونز، والفخار، والزجاج، والحديد، والعظام، يرجع تاريخها إلى الفترتين الرومانية والإسلامية.وفي مرحلة لاحقة، أُضيف إلى كل هذه الاكتشافات مجموعة هائلة من العتاد الأثري عثر عليها سنة 1968 بقلعة بني حماد بولاية المسيلة والتي يعود تاريخها إلى العهد الموحدي، وأمام كل هذا التراث الأثري الكبير والوضعية السيئة التي كان عليها قصر العدالة القديم أي المتحف الجهوي قررت السلطات الجزائرية سنة 1985، إنشاء متحف جديد يتسع لكل الآثار المكتشفة، وتم تصنيفه كمتحف وطني سنة 1992، يضم المتحف العمومي الوطني بسطيف، ست قاعات وهي قاعة ما قبل التاريخ، وقاعة الفن الروماني، وقاعة الفن الإسلامي، وقاعة المسكوكات، وقاعة الفسيفساء، وقاعة المعارض، فضلا عن واجهات الأدوات التقليدية، ومخبر الترميم، ومخزن الأدوات الأثرية، والمكتبة، والإدارة، وقاعة الاجتماعات، والنادي، وتحتوي قاعة ما قبل التاريخ على مجموعة نادرة من التحف الأثرية التي تعكس التواجد الإنساني وثقافات ما قبل التاريخ الأولى، أبرزها مجموعة من الحصى تعود إلى ما قبل الأشولي تم اكتشافها بموقع عين الحنش سنة 1947 وفأس الكلس الأبيض، وقد تمّ اكتشافه بعين بوشريط، كما تضم القاعة أيضا، أدوات صوانية، وعظمية، ذات أشكال مختلفة، مثل المكاشط، والمقاطع، والنصال، والنصيلات، اكتُشف أغلبها بموقع مزلوق، إضافة إلى احتواء القاعة على مجموعة من المستحثات لحيوانات مائية لا فقارية، ورخويات، تعود إلى العصر الجيولوجي الأول، وتضم قاعة الفن الروماني مجموعة كبيرة من الأدوات الأثرية تم اكتشاف معظمها خلال الحفريات التي أُجريت، ما بين سنوات 1959 و1966، بالمدينة القديمة أهمّها النصب التذكارية المصنوعة من الحجر الكلسي، والإبر العظيمة، والتحف البرونزية، والفخاريات كـ الصحون، والأقداح، والمصابيح الزيتية، والجرار المختلفة الأشكال والأحجام، وتنفرد قاعة الفن الإسلامي بمجموعات أثرية تتمثل في فخار فاطمي بزخارفه الهندسية والنباتية الجميلة تم اكتشافها ما بين 1977 /1984 بموقع القاعة البيزنطية بالحي الإسلامي، إضافة إلى تلك التحف التي اكتشفت بقلعة بني حماد عام 1968، وهي عبارة عن فخار مطلي مزخرف بأشكال هندسية ونباتية، والجص المنقوش بكتابات كوفية، فضلا عن البلاطات الخزفية التي كانت تزين جدران محراب مسجد قصر المنار، وأعمدة من الجص وتيجان من الحجر الكلسي والمرمر.أما عن قاعتي المسكوكات والفسيفساء، فتضمان مجموعات من النقود البرونزية والفضية تعود إلى الفترتين النوميدية والرومانية، ونقود برونزية وذهبية تعود إلى الفترتين الرومانية والإسلامية، كما يضم الطابق العلوي للمتحف معرضا للأدوات التقليدية، الفخارية والنحاسية، ومجموعة من الحلي الفضية، والأسلحة كـالبنادق والسيوف تعود إلى القرن 19م، ويحتوي الطابق السفلي للمتحف على قاعة للمعارض، ومخبر لترميم التحف الأثرية، مجهز بأدوات ومحاليل كيميائية تستعمل في إصلاح وحفظ التحف، ومخزنين، وتضم مكتبة المتحف عددا معتبرا من الكتب والمجلات والدوريات بالعربية والفرنسية، وهي متعلقة بعلوم التاريخ، والآثار.

أميرة بوحجار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار