حوس بلادك !

محل ” ذكريات سكيكدة ” قِبلة للتراث الجزائري بالولاية

208

تعد الجزائر من أكبر البلدان مساحة في شمال أفريقيا، هذا ما جعلها مهدا للعديد من الحضارات التي تركت آثارها من خلال معالم و صناعات تقليدية و حتى عادات ترسخت في مجتمعاتها ليتم توارثها عبر الأجيال، إن كبر المساحة جعلها تشهد تنوعا ثقافيا و تراثيا على جميع الأصعدة و اهمها مجال الصناعات التقليدية و الحرف، فالانسان الجزائري البسيط عبر العصور عمل على ابتكار وسائل و أدوات بسيطة تسهل عليه ممارساته اليومية، ومن كان ليظن ان مثل هذه الحرف البسيطة قد صنعت اليوم اطلسا للصناعات التقليدية يضم آلاف الصناعات و الأدوات التي تشهد على إبداع المرأة و الرجل الجزائري و عبقريتهما، ويعد الشرق الجزائر عامة ومدينة سكيكدة خاصة ، تتزين شوارعها بمتاجر قديمة مخصصة للصناعات التقليدية الجزائرية المستوحاة من تراث الشعب الجزائري الأصيل. و التي بدأت اليوم تعرف تناقصا في الإنتاج و كذا التسويق.
محل ” ذكريات سكيكدة souvenirs de skikda” إحدى أقدم المحلات المتخصصة في الصناعات التقليدية التي شب عليه و شاب به العديد من السكيكديين، فتزينت بيوتهم باكسسواراته و زادتهم حلي الفضة التي يصنعها بنفسه جمالا و أناقة.

يعود تأسيس المحل الي سنة 1958 أين عمل مؤسسه على جمع الصناعات التقليدية السكيكدية و الصحراوية و إعادة بيعها. و المميز بهذا المحل انه تتم زيارته من مختلف ولايات الوطن و حتى من خارجه. فديكوره القديم الذي لم يعرف تغيرا كبيرا و جوه الذي يعيد في ذاكرة زاىره المغترب ريحة البلاد الذي فارقت مشمه منذ زمن بعيد، جعتله يحظ بشعبية كبيرة وسط السكيكديين.
تتوفر بالمحل العديد من الصناعات التقليدية التي يبتاعها القاىمون عليه بأنفسهم من حرفيين أكفاء في مختلف المجالات، منها الخزف و الفخار و النسيج و الفضة و الصناعات الجلدية و اليديوية. تنوع اضاف صبغة تراثية محضة و جعله قبلة لكل زاىر أراد أن يحتفظ بذكرى عن ولاية سكيكدة.
بالرغم من أصالة السلع و فخامتها الا ان القاىمين علي تسيير المحل قد لاحظوا تناقصا في إقبال المواطنين على اقتناء مثل هذة الصناعات التقليدية و هذا في ظل طغيان الوساىل الحديثة السهلة الاستعمال و التركيب. إضافة إلى تراجع عدد الحرفيين المختصين في مثل هذه الصناعات و توجههم الي البحث عن فرص عمل أخرى تضمن لهم الربح المادي الأوفر.
عراقة المحل و شهرته الكبيرة وسط السكيكديين جعلت أصحاب المحل يتمسكون بهذا النوع من التجارة و يواصلون ما بدأه والدهم رحمه الله منذ أكثر من ستين عاما رغم تراجع الطلب على هذا النوع من المنتوجات.

بسمة مڨرون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار