هي واحدة من أهم الروائع البيئية التابعة للحضيرة الوطنية بالشريعة، وتعد أعلى بحيرة على مستوى الجزائر اذ تقع على ارتفاع 1200م من سطح البحر في اقصى شمال بلدية تامزڨيدة بولاية المدية، اختلفت الاقاويل حول منشأ هذه البحيرة إلا أن ما ينسب لتاريخها هو الرجل الصالح سيدي محمد بوشاقور الذي كان له الفضل في المصالحة بين القبائل المتنافرة فيما بينها بمدينة موزاية، حيث وعدهم بمساعدتهم في اخراج المياه بالمنطقة فقام بشق الجبل بفأسه فانفجر منه الماء الذي سمي بوادي الشفاء كونه يعالج مختلف الامراض، ثم طلب السيد من كل قرية أن تبعث له بجرة ماء يفرغها قرب قمة الجبل للحفاظ على تدفق المياه ومن هنا تكونت بحيرة الضاية المعلقة التي لا تجف مياهها أبدا، وتشهد هذه البحيرة توافدا كبيرا للعائلات من مختلف الولايات نظرا لما تزخر به من غطاء نباتي متنوع وثروة حيوانية جعلت منها مكانا هادئا يستنشق فيه الهواء العليل بنسماته وعبق روائح الأشجار المختلفة كأشجار الارز الأطلسي و الكستناء والقندول والتي تتوسط غابة الصنوبر والبلوط كما انها تحتوي على أنواعا من الطيور كاللقلق والنسر الملكي والحجل والعقاب وغيرهم بالإضافة إلى عدة اعشاب طبية تتداوى بها النسوة بالمنطقة، وكل هذه المميزات جعلت المكان يشكل لوحة فنية يقبل عليها الباحثين عن الاستمتاع بسحر الطبيعة الهادىء
لكن ومع هذا فإن المحمية بحاجة إلى اهتمام كبير من خلال توفير مرافق عمومية والحرص على حمايتها من الفضلات التي تشوه المنظر ، خصوصا وأن طاقتها الطبيعية تؤهلها لأن تحتل مكانا مرموقا في السياحة الجبلية مما يستقطب الانظار أكثر ومن ثم خلق فرص شغل للعديد من العائلات بالمنطقة.
مروة زيايتة
