مسجد أبو مروان الشريف “معلم إسلامي يؤرخ لحضارة ولاية عنابة”
مسجد أبو مروان العتيق يقع في شمال قصبة عنابة على الشريط الساحلي، تأسس هذا المعلم الحضاري ذو الطابع الأندلسي قبل أكثر من عشرة قرون 425 هجري في عهد الدول الزيرية تحت إشراف المهندس الأندلسي ابوليث البوني، وسمي بمسجد أبي مروان نسبة إلى عبد الملك بن مروان بن علي الأزدري المولود بإشبيلية، والذي قام بإنجاز أول جامعة دينية بالمسجد قدمت فيها العلوم العسكرية والدينية· وكان في وقت مضى يضم في جانبه السفلي ما يسمى بحديقة الرباط، والتي كانت بمثابة نادي للضباط في البحرية، وبعد الاحتلال الفرنسي سنة 1830 حول إلى مستشفى وقد أضيف إلى بنائه الأصلي طابق علوي، كما تم فصل حديقة الرباط عن الجامع وهذا من أجل القضاء على معالم الحضارة الإسلاميةبالجزائر، كما تعرض المسجد لأضرار بالغة تم إغلاقه سنة1964 بعد إنفجار باخرة السلاح “النجمة الإسكندرية” التي اضرت بالمباني القديمة المطلة على الميناء ليعاد ترميمه وافتتاحه لاحقا وأصبح المسجد الآن تحفة فنية ومعمارية لا مثيل لها، ويرى المختصون في علم الآثار والمواطنون بعنابة أن إزالة القباب الخمس الخاصة بالمسجد في سماء بلاص دارم·· يعد جريمة في حق هذا المعلم الديني الذي حجبته المباني والأزقة المتراصة··
وحفاظا على هذا المعلم الإسلامي قامت وزارة الثقافة بتصنيفه ضمن المعالم الوطنية، باعتباره من أقدم المساجد في الجزائر.