“مسجد المشور”… مرآة عاكسة لتاريخ الحضارة الزيانية
المسجد الملكي الزياني أو المسجد المشوري لبني زيان معلم تاريخي وحضاري، شيده السلطان أبو حمو موسى الأول الزياني في قلعة المشور أوائل القرن14م، وهو أحد أقدم المباني في تلمسان،كان قبلة لسكان القلعة الملكية ورواد البلاط الزياني لإقامة الشعائر الدينية على غرار الصلوات الخمس
وشهد هذا المسجد الذي لازال قائما على روعة وازدهار عمارة المساجد بتلمسان، حيث يتميز بتصميم هندسي فريد من نوعه بني على أرض منبسطة مستطيلة الشكل كما يتميز بغلاظة جدرانه، ذو ثمانية سواري مربعة الشكل بمدخل واحد ونوافذ متعددة على الجوانب الأربعة، يحتوي المسجد أيضا على منارة مربعة الشكل ذو قوام صلب بنيت في مؤخرة المسجد على جهة الغرب بالإضافة إلى النقوش التي زادته رونقا وجمالا وهو ما يلفت النظر إليه.
ساهم المسجد في التنشئة الاجتماعية والتربوية التعليمية والحياة الحضارية في فترات عديدة بتلمسان فكان مقصدا للعلماء والفقهاء ومحطة للطلبة والرحالة وحظي برعاية خاصة من قبل الأمراء والسلاطين لمملكة المشور.
بعد دخول المستدمر الفرنسي تعرض المسجد الجامع للتخريب والتدنيس في إطار طمس مقومات ومعالم الشخصية العربية الإسلامية،حيث اعتمدت السياسة الفرنسية هذا الأسلوب كوسيلة من وسائلها لنشر الثالوث الأسود ولنشر الجهل و الأمية في أوساط الشعب الجزائري، أين شوه المستعمر المسجد العتيق وحول إلى كنسية فأزالو قبة المسجد وغيروا من ملامحه الإسلامية وأزاحوا محرابه ومنبره وكل الكتابات العربية الموجودة على جدرانه ووضعوا بدلا منها أشكالا هندسية مسيحية، بعد مدة من احتلال المدينة واتساع حدودها الإقليمية حوله الإستعمار إلى مستشفى عسكري للمستوطنين مما تسبب في تشويه ملامحه أكثر مما كان عليه.
شميساء حامد