مسجد “سيدي الحلوي” مزار ديني شامخ منذ آلاف السنين
بوجد في الجزائر العديد من المدن التي بقيت محافظة على إرث العمارة العربية الإسلامية من مساجد وقصور ومواقع أثرية ما زالت شاهدة إلى يومنا هذا على حقب الحضارة الإسلامية التي مرت على الجزائر من الأدارسة إلى الموحدين والمرابطين والزيانيين.
ومن بين المدن الجزائرية المتشبعة بالثقافة العربية الإسلامية في كل تفاصيلها، توجد لؤلؤة المغرب العربي، وهي مدينة تلمسان الواقعة غرب الجزائر، حيث يوجد بها العديد من الشواهد الدينية الشامخة من أبرزها “مسجد سيدي الحلوي” الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين، وبقي شاهداً حياً على دولة الزيانيين في الجزائر التي كانت تلمسان عاصمتها، وحكمت الجزائر من 1235 ميلادي حتى 1554، ويحمل هذا المسجد مميزات العمارة المرينية. فهو ذو تناسق تام ويتخذ شكل مستطيل أكثر طولا منه عرضا يشبه في ذلك مسجد حسان بالرباط، ويتواجد مسجد سيدي الحلوي شمال وسط المدينة ، شيّده السلطان المريني أبي عفان فارس سنة 754 ه الموافق ل 1353 م، خارج أسوار المدينة القديمة تكريما للشيخ القضاة الأندلسي أبي عبد الله الشوذي الإشبيلي المعروف عند أهل تلمسان بسيدي بالحلوي نسبة إلى إمتهانه لحرفة صنع الحلويات بعد هجرته نحو تلمسان قادما من إشبيليا عام 737 ه ، يتسم المسجد بتخطيط هندسي يعكس فن العمارة المرينية حيث يتخذ شكل مستطيلا له ثلاثة أبواب واحد منها يقع في الجهة الشرقية و أخر في الجهة الغربية والثالث هو الأوسط حيث يتزين بفسيفساء لا تزال تحتفظ بجمال زخرفتها ، وفوق الإطار توجد حاشية منقوشة بخط أندلسي ، اما قاعة الصلاة فتقع في مقدمة المسجد وهي مربعة الشكل.
شميساء حامد