الجامع الكبير أو مسجد مائة عرصة يقع في وسط المدينة يحده من الجهة الغربية مستشفى الإستعجالات و من الجهات الثلاث دكاكين ووحدات سكنية، و قد أطلق عليه عدة أسماء منها الجامع الكبير لأنه كانت تقام فيه خطبة الجمعة و سمي بجامع 100 عرصة لإحتوائه على ما يقارب 100 عمود أو عرصة، ويعد من أهم المعالم الحضارية المنجزة في شرشال في عهد الأتراك ، ويتميز بجمال هندسته المعمارية.
يشرف هذا المسجد على ساحة كبيرة تلتقي عندها شوارع ضيقة كالقصبة، ومساكن متلاصقة تحيط به.وقاعة صلاة مستطيلة الشكل وتحتوي على 100 عمود أو 100 عرصة، فهذه الأعمدة أخذت من الأطلال الرومانية منذ عدة قرون ميدان القيصرية القديم المحاذي لشارع المسرح ينتصب جنبا إلى جنب مع المساكن الحديثة، وكان بمثابة قاعدة للتعليم والتدريس وتعليم القرآن الكريم. ولقاعة الصلاة مداخل شرقا وجنوبا، وشيدت المنارة فوقه على شكل مربع، وقد قاومت شرشال الإحتلال الفرنسي الذي إحتلها عام 1940 وقادت حربا ضد فرنسا وتميزت بالشجاعة والإقدام والشهامة.
إن كفاح هذا المسجد وصراعه ضد الاستعمار على مدى ما يقرب من قرن أو أكثر يبين مدى ما عاشته مساجد الجزائر كلها من الظلم والاضطهاد، والمسخ والتغريب وعمليات الطمس والتمسيح الصليبية المقيتة.
شميساء حامد
