ينظر كثيرون إلى موسيقى التقليدية الذائعة الصيت بصحراء الساورة الجزائرية منذ سبعينيات القرن الماضي، على أنها روح المواطن الجنوبي حيث تنحدر أصولها من ولاية بشار، تعكس زخمه وآلامه وآماله ورؤاه في الحياة، ويعد الفنان الجزائري الشهير عبد العزيز عبد الله وكنيته علا الفوندو هو من ابتكر هذا النوع الموسيقي وسماه الفوندو وتعتمد هذه الموسيقى على العود كآلة وترية يعتبرها السكان المحليون ملكة الآلات الموسيقية ويوظفونها في ترسيخ طقوسيات وثقافة الفوندو.
تجمع موسيقى الفوندو بين سائر التيارات الموسيقية المتضاربة في جنوب الجزائر سيما منطقة الساورة التي امتزج فيها عدد كبير من الأعراق البربر، الزنوج، العرب، اليهود، ويتباهى عمداء الفوندو بكون الأخير يستوعب أنواع موسيقية عديدة من الإفريقية والعربية إلى موسيقى الهول والجاز كما تمتاز الفوندو بمزجها بين الموسيقات العالمية في قالب حر يقيده الإيقاع.
وتأخذ هذه الموسيقى شكلا يطلق عليه محليا القعدات الفنية حيث يشكل عشرات الموسيقيين حلقات عامرة ويشرعون في العزف على العود مستعينين بجوقة تسترسل في ترديد طقطوقات مستوحاة من التراث الشعبي المحلي، وتتمظهر هذه المحافل المطولة كسهرات فنية وأعراس تقام فعالياتها وسط الأحياء الشعبية، ويردد الحاضرون مجموعة من القصائد الشعبية، منها من يأخذ شكلا المدائح.
أميرة بوحجار
