حوس بلادك !

نهاية مأساوية لشيخ الاصلاح في الجزائر

17

الشيخ العربي التبسي أحد شيوخ و أعمدة الإصلاح في الجزائر، وأمين عام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، تخرج من جامع الزيتونة بتونس سنة 1914 ثم رحل إلى القاهرة عام 1920 ودرس العلوم الشرعية في الجامع الأزهر.
عاد الشيخ رحمه الله إلى الجزائر عام 1927م ليبدأ نشاطه الدعوي، حيث استطاع بث الدعوة الإصلاحية السلفية ، و حارب البدع و الطرق الصوفية الفاسدة والمرتبطة بالاستعمار.
الشيخ العربي التبسي يتمتع بشعبية كبيرة و مؤيد للجهاد وأحد محركي القواعد الخلفية له، بعد اندلاع الثورة الجزائرية ضد الإستخراب الفرنسي أرسلو إليه من إدارتهم عدة مبعوثين للتفاوض معه بشأن الجهاد ومصيره ، وبعد رفضه المستمر للتفاوض باسم الأمة وان عليم التفاوض مع المجاهدين فقط ، رأى المستعمرون أنه من الضروري التخلص منه، ولم يستحسنوا اعتقاله أو قتله علنا لأن ذلك سوف يزيد من حماس الأمة للجهاد ومن حقدها على المستعمر، فتم خطفه ، و قد نقل المجاهد أحمد الزمولي عن إبراهيم البوسعادي الذي كان ضمن تشكيلة القبعات الحمر وحضر معهم يوم اختطاف الشيخ من بيته، كما حضر مراحل إعدامه وكان منظر الإعدام سببا في التحاقه بالمجاهدين كما ذكر، وجاء في هذه الرواية ما يلي :
“وقد تكفل بتعذيبه فرقة الجنود السنغاليون في الجيش الفرنسي والشيخ بين أيديهم صامت صابر محتسب لا يتكلم إلى أن نفذ صبر “لاقا يارد” -قائد فرقة القبعات الحمر الفرنسية -، وبعد عدة أيام من التعذيب جاء يوم الشهادة حيث أعد للشيخ قدر كبير مليء بزيت السيارات والشاحنات العسكرية والاسفلت الأسود وأوقدت النيران من تحتها إلى درجة الغليان والجنود السنغاليون يقومون بتعذيبه دونما رحمة وهو صابر محتسب ، ثم طلب منهم لاقا يارد حمل الشيخ العربي…فحمله أربعة من الجنود السنغاليين وأوثقوا يديه ورجليه ثم رفعوه فوق القدر المتأجج وطلبوا منه الاعتراف وقبول التفاوض وتهدئة الثوار والشعب ، والشيخ يردد بصمت وهدوء كلمة الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم وضع قدميه في القدر المتأججة فأغمي عليه…ثم أنزل شيئا فشيئا إلى أن دخل بكامله فاحترق وتبخر وتلاشى. فرحمه الله رحمة واسعة.

شميساء حامد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار