حافظت فنلندا على صدارة قائمة أسعد دول العالم للعام الثامن على التوالي، وفقًا لتقرير غالوب السنوي للسعادة العالمية لعام 2025، وذلك بفضل أسلوب حياتها الفريد وقيمها المجتمعية القوية. وتعزى هذه المكانة المتميزة إلى عدة عوامل، أبرزها ثقافة العطاء والعمل التطوعي، إذ يميل الفنلنديون إلى المشاركة في الأنشطة الخيرية ومساعدة الآخرين، ما منح البلاد تقييمًا بلغ 7.736 من 10 نقاط، رغم تسجيل انخفاض طفيف مقارنة بالعام الماضي.
إلى جانب ذلك، تلعب البيئة الطبيعية الخلابة دورًا رئيسيًا في تعزيز رفاهية السكان، حيث تضم فنلندا أكثر من 150 ألف بحيرة، ومساحات شاسعة من الغابات التي تغطي أكثر من 75% من أراضيها، مما يسهم في تحسين الصحة النفسية وتعزيز جودة الحياة.
وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى انخفاض ملحوظ في مؤشرات العطاء عالميًا مقارنة بذروتها خلال جائحة كورونا، رغم بقائها أعلى من مستويات ما قبل الجائحة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل السلوكيات المجتمعية المتعلقة بمساعدة الآخرين. كما كشف التقرير أن عوامل مثل مشاركة الطعام والثقة بالآخرين تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز السعادة، متجاوزة المحددات التقليدية كالصحة والثروة.
ويؤكد التقرير أن استقرار فنلندا وأمانها الاجتماعي يساهمان بشكل كبير في مستوى سعادة سكانها، حيث توفر الدولة نظامًا تعليميًا متطورًا، ورعاية صحية شاملة، وتوازنًا مميزًا بين العمل والحياة، مما يعزز جودة الحياة بشكل عام ويحافظ على تصدرها لقائمة الدول الأكثر سعادة في العالم.
