حوس بلادك !

ورود الرمال… غرائب الصحراء الجزائرية وإبداعاتها

635

عندما يمتزج الحس الفني لرجل الصحراء بعطاء الطبيعة

يقع في قلب مدينة ورقلة سوق للصناعات التقليدية ، يعرف ” بسوق الحجر ” و هو لا يبعد عن محطة المسافرين للمدينة إلا ببضعة أمتار ، و تعود تسمية السوق هذه إلى حجر وردة الرمال التي حولت بفعل أنامل أبناء الصحراء إلى تحف فنية ثمينة ذات قيمة عالية ، لتكون بذلك أجمل تذكار يمكنك العودة به من هذه المدينة الصحراوية الرائعة.

تشكلت عبر ملايين السنين في الصحاري والأماكن القصبية أشكال طبيعية فنية وساحرة، أبرزها ما يعرف بـ “ورود الرمال”، حتى أنه يكاد لا يخلو بيت في الصحراء الجزائرية منها، فهي “ورود” ليست كباقي الورود، تشكلت من الرمل لوحات رائعة، وكل من يراها لا يسعه إلا أن يقول “سبحان الله خالق كل شيء”.
“الورود الرملية” هي ليست وردة نباتية بل حجر من أحجار الصحراء، و”زهرة” جميلة غريبة التكوين، يطلق عليها أيضا زهرة الصحراء، وتوجد في الأماكن الحارة والجافة.

تتكون طبيعيا من الرمال بفعل مرور المحاليل المحملة بأكاسيد المعادن، وسرعان ما يتبخر الماء تاركا الأكاسيد على هيئة زهرة، تأخذ لونها من لون الأكاسيد المكونة لها، وتتميز الزهرة بوجود الأكاسيد على هيئة بلورات تعطيها بريقا أخاذا مع ملمس الرمال.

“تنمو” عبر مراحل عدة، وتتشكل عادة في المستوى العلوي للمياه الجوفية عبر سلسلة من التفاعلات بين المعادن المتواجدة في المياه، مثل الكالسيوم والحبيبات الكلسية في الرمال، ومع تبخر الماء تبقى كبريتات الكالسيوم (Ca S02, 2H2O) التي تشكل ما نسميه بالجبس، وهو يتحلل ببطء بسبب عوامل الأكسدة ليصبح على شكل مسحوق، ولدى تفاعله مع الماء ثانية يكون ما يسمى بــكبريتات الكالسيوم المائية التي تتبلور بدورها لتعطي اشكالا مثل بتلات الزهور المتلاحمة مع بعضها البعض بزوايا مختلفة، مما يضفي عليها شكلا يشبة الورد، وتكون بأحجام مختلفة، والكبير منها يصل طوله لمتر واحد، ويأخذ شكلا كريستاليا رائعا وجميلا بلون الرمل، أو بلون بني وهو الغالب، وتتواجد في المناطق الصحراوية الجافة الحارة. وهي أيضا “وردة الصحراء” كما فضل الفنان البريطاني العالمي “ستينغ” أن يسميها في إحدى أغانيه الشهيرة التي جابت الدنيا كلها بسحر لحنها وكلماتها، وهي إحدى بدائع الطبيعة وسط بيئة صحراوية قاسية.

أماكن تواجدها أهم مورد لها هو الجنوب الشرقي للجزائر، فمنطقة “البور” وهي أشهر منطقة لجمع وردة الرمال، وتقع في ولاية ورقلة التي تصل فيها درجات الحرارة أحيانا إلى الخمسين درجة مئوية، وهو ما يصعب مهمة جامعي الوردة، كما يمكن إيجادها في منطقة تمنراست (جنوب الجزائر).

وردة الرمال ..ثروة طبيعية في حاجة إلى تثمين :

تكتسي مسألة تثمين وردة الرمال التي تعتبر من بين الثروات الطبيعية التي تزخر بها ولاية ورقلة أهمية ”قصوى” بالنظر إلى كونها واحدة من عوامل الجذب السياحي للمنطقة، حسبما أكدت عليه جمعيات فاعلة في هذا المجال .
فهي لم تحظ بالمكانة التي تستحقها من قبل الفاعلين كخصوصية سياحية تتميز بها ورقلة.

بسمة مڨرون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار