حوس بلادك !

الجزائر…..والاقلام المأجورة..!!؟؟

63

تُعد بلادنا الجزائر  واحدة من الدول العربية والإفريقية التي تتمتع بموقع استراتيجي مهم، وثروات طبيعية هائلة، وتاريخ غني بالنضال ضد الاستعمار. وإنها كثيرًا ما تتعرض لهجوم إعلامي من قبل بعض الصحفيين الأجانب، وخاصة أولئك الذين يعملون في وسائل إعلام مرتبطة بأجندات سياسية أو اقتصادية معينة.

هذه الهجمات الإعلامية قد تستهدف الحكومة الجزائرية أو الشعب الجزائري بشكل عام، وتأتي في سياقات مختلفة، بعضها سياسي، وبعضها اقتصادي، وآخر ثقافي أو اجتماعي. في هذا المقال، سنحاول تحليل بعض من الأسباب الكامنة وراء تكالب بعض الصحفيين المأجورين على الجزائر.

الجزائر تُعتبر لاعبًا مهمًا في المنطقة المغاربية والإفريقية، ولها دور بارز في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، مثل قضية الصحراء الغربية، والأزمة الليبية، ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. هذا الدور الفاعل يجعلها هدفًا للدول التي ترغب في تقليص نفوذها أو تشويه سمعتها لتحقيق مصالحها الخاصة.
بعض الصحفيين المأجورين يعملون كأدوات لتنفيذ هذه الأجندات السياسية، حيث يتم توجيههم لتقديم صورة سلبية عن الجزائر، سواء عبر تشويه سمعة قيادتها السياسية أو عبر تصوير الشعب الجزائري بشكل غير لائق.

الجزائر تمتلك واحدة من أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، وهي مصدر مهم للطاقة لأوروبا والعالم. هذه الثروات تجعلها هدفًا للشركات الدولية والدول الكبرى التي تسعى للسيطرة على هذه الموارد أو التأثير على سياساتها الاقتصادية.

بعض الصحفيين المأجورين يعملون لصالح هذه الجهات، حيث يتم توجيههم لتشويه صورة الجزائر كدولة غير مستقرة أو فاسدة، مما يسهل على هذه الجهات الضغط على الحكومة الجزائرية لتمرير صفقات أو سياسات تخدم مصالحها.

الجزائر لديها تاريخ طويل من النضال ضد الاستعمار، وهي تُعتبر رمزًا للتحرر الوطني في العالم العربي والإفريقي. هذا التاريخ يجعلها هدفًا للقوى التي تسعى إلى نشر إيديولوجيات معادية للقومية العربية أو الإسلامية.

بعض الصحفيين المأجورين يعملون على تشويه هذا التاريخ النضالي، أو تصوير الجزائر كدولة متخلفة أو غير قادرة على التطور، وذلك لتقويض مكانتها الرمزية في العالم العربي والإسلامي.

في عصر العولمة، أصبحت وسائل الإعلام أداة قوية للتأثير على الرأي العام. بعض الوسائل الإعلامية الكبرى تعمل وفق أجندات محددة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، وتستخدم الصحفيين المأجورين لتحقيق هذه الأجندات. الجزائر، كدولة ذات نفوذ إقليمي، قد تتعرض لهجمات إعلامية من قبل هذه الوسائل كجزء من استراتيجية أوسع لتقويض نفوذها أو تشويه صورتها.

في بعض الأحيان، قد تكون الهجمات الإعلامية على الجزائر مدعومة من قبل جهات داخلية تعمل لصالح أطراف خارجية. الانقسامات السياسية الداخلية قد توفر أرضية خصبة لهذه الهجمات، حيث يتم استغلال هذه الثغرات لتقديم صورة سلبية عن البلاد.
بعض الصحفيين المأجورين قد يعملون بالتعاون مع هذه الجهات الداخلية لتحقيق أهداف معينة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية.

بعض الصحفيين الأجانب قد يعتمدون على صور نمطية مسبقة عن الجزائر والعالم العربي بشكل عام. هذه الصور النمطية قد تكون نتيجة لتحيزات ثقافية أو تاريخية، حيث يتم تصوير الجزائر كدولة غير مستقرة أو عنيفة أو متخلفة. هذا النوع من التغطية الإعلامية لا يعكس الواقع، ولكنه يعزز الصور النمطية السلبية التي تخدم أجندات معينة.

في بعض الأحيان، قد يتم استخدام شعارات مثل “حرية التعبير” أو “الاستقلالية الإعلامية” كغطاء لتبرير الهجمات الإعلامية على الجزائر.

بعض الصحفيين المأجورين قد يزعمون أنهم يعملون في إطار هذه المبادئ، بينما في الواقع هم ينفذون أجندات سياسية أو اقتصادية محددة. هذه الممارسات تُضعف مصداقية الصحافة الحرة وتُستخدم كأداة للتأثير على الرأي العام.

على كل الهجمات الإعلامية على الجزائر ليست ظاهرة جديدة، ولكنها تزداد حدة في عصر العولمة حيث أصبحت وسائل الإعلام أداة قوية للتأثير على الرأي العام. الأسباب الكامنة وراء هذه الهجمات متعددة، وتتراوح بين الأجندات السياسية والاقتصادية إلى الصراعات الإيديولوجية والتحيزات الثقافية. في مواجهة هذه التحديات، يتعين على الجزائر تعزيز إعلامها الوطني، ودعم الصحافة والعمل على تقديم صورة حقيقية عن البلاد للعالم.

كما يتعين على المجتمع الدولي أن يكون أكثر وعيًا بهذه الأجندات الإعلامية المدفوعة، وأن يعمل على دعم الصحافة الحقيقية التي تعكس الواقع بموضوعية وحيادية.
لخضر دراجي مدير النشر لتحواس پراس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Translate »
آخر الأخبار